شدّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإلحاح على استحداث نقابة قوية للصحفيين وهيئة لأخلاقيات الصحافة في القريب العاجل من أجل تنظيم القطاع.

وقال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حوار صحفي مطول بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة “لما تكون لدينا نقابة قوية للصحفيين وهيئة عليا لأخلاقيات المهنة تتكفل بتقويم الصحفي وبالتالي  لا يتعامل مع العدالة مباشرة، حيث تبقى هذه الهيئة أولى بتقييمه وتقويمه وإعذاره أو إنذاره، ونريد  بلوغ مستوى يكون فيه الصحفي لا دخل له بالعدالة والأمور تبقى مهنية داخل قطاع الإعلام فقط “.

وأضاف الرئيس أن” لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا أوروبا تقبل تمويل صحافتها من الخارج”،مشيرا أن “الإنتقاد يقبل عندما يكون بنية خالصة ووطنية هدفها التقويم وتصحيح الأخطاء”.

كما تمنىّ رئيس الجمهورية، أن “تردع المؤسسات الإعلامية الجزائرية بقوّة أعداء الوطن وتدافع عن مصالحه، كما نريد أن تكون لدينا صحافة موضوعية يُحسب لها ألف حساب في الخارج، وليس مجرد صحافة التصفيق، أو صحافة التهجم وسياسة خالف تُعرف لا تفيد بشيء”.

هذا ويرى الرئيس، أن” الصحافة المنطقية تنتقد من منطلق حقائق وأسس علمية بعيدا عن السبّ والشتم والتجريح”.

من جهة أخرى ، أكد ذات  المتحدث ، أن ” 60 بالمئة من الصحافة ليس لديها القدرة على دفع مستحقات المطابع ” مضيفا “طلبنا توحيد جرائد في عناوين موحدة ،كما نرى  وجود جرائد لا تدفع أجور الصحفيين والتغطية الاجتماعية غائبة”، لافتا أنه “في بعض الأحيان مصالح الصحافة تكون متناقضة فيما بينهم”.

كما تابع الرئيس قائلا “نحاول تحديد من هو الصحافي وماهي المهن المرافقة له”،مركزا على أهمية المراسل الصحفي وموضحا أن “الصحافة هي  خدمة عمومية من مهامها تكوين الرأي العام “.

هذا واستمع رئيس الجمهورية لمقترحات بشأن إنشاء  فدرالية الناشرين أو نقابة قويّة ،اضافة إلى إنشغال خفض عدد صفحات الجرائد إلى  16 صفحة بدلا من 24 صفحة ،حيث كانت 4 جرائد فقط تطبع كاملة في فترة كورونا.

وحدث إجماع وسط الحضور أن الارادة وسط الإعلاميين للتوحد وإنشاء نقابة غير موجودة منذ 35 سنة.

وأيد الرئيس الطرح القائل أن “الإعلام الجزائري غارق في المحليّات بخصوص قرارات فتح مكاتب للتلفزيون الجزئري ووكالة الأنباء في الخارج لكن القرارات لم تطبّق إلى يومنا هذا  ،حيث تمنّى أن تكون هذه الإستيراتجية  معمول بها في القريب العاجل ، مضيفا “حاولت كسر الجليد بين القطاع العام والخاص، وحتى الإعلام العمومي لابد له من إعادة نظر في طريقة عمله”.

نحن مستعدون لوضع الإمكانيات تحت تصرّف كل الجرائد

قدّم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، نظرة لإعلام وطني قوي ذو روح مهنية عالية ، قائلا “نحن مستعدون لوضع كل الامكانيات تحت تصرّف الجرائد بدون استثناء شريطة التنظيم وحتى الإنتقاد يكون بروح وطنية”.

وقال تبون “منذ بداية مسيرتي وأنا في اتصال مع الصحافة حتى أيام الصحافة العمومية، والصحافة ككّل المؤسسات تعرضّت لمساس ما جعلنا ننحني أولاء لشهداء الواجب ضحايا العشرية السوداء “.

وتابع “أريد أن تكون الصحافة مؤسسة لردع أعداء الوطن وردّ الهجومات  الإعلامية ، على إعتبار أن الصحافة مدرسة كونت أجيال وكونت رأي عام وخلقت تيّارات وحركات مختلفة، وبغض النظر أن الصحافة المكتوبة تضمحل وتعوّض بالصحافة الإلكترونية ، إلا أن هناك جرائد في وطننا يحسب لها ألف حساب في الخارج”.

ق.و